تحقيق خاص لموقع جول | «الدموع» التي غيرت مسيرة محمد صلاح!

حكاية «ميسي الأهرامات» من قرية نجريج إلى أوروبا. جول يروي الحكاية بالكامل على لسان من أشرفوا على تطوير موهبة محمد صلاح حتى أصبح أحد أبرز اللاعبين في القارة الأوروبية..

لم يكن جمهور تشيلسي يعلم أن هناك «كنزًا» موجود بين مقاعد بدلاء الفريق. تخلى بطل الدوري الإنجليزي الممتاز عن خدمات محمد صلاح كجزء من صفقة تبادلية يحصل بموجبها على خوان كوادرادو من فيورنتينا، لكن إدارة النادي اللندني لم تكن تعلم أنها أسدت أكبر خدمة لمدينة فلورنسا ولكرة القدم الإيطالية.

«لقد ربحنا المال، وربحنا محمد صلاح»، يقول مدرب الفيولا فينشينزو مونتيلا تعليقًا على هذه الصفقة التي لم تحظ بضجيج إلا بعد الطفرة التي أحدثها صلاح برفقة الفريق البنفسجي. يمكن القول أن نجومية اللاعب المصري في النصف الثاني من الموسم الحالي، حجبت نجومية الكثير من نجوم الكرة الإيطالية، وتركت عشاق «السيري آ» أمام لحظات من الإبداع عند مشاهدة صلاح والكرة بين قدميه.

نصف موسم أكد فيه محمد صلاح أنه قيمته تُضاهي نجوم كرة القدم العالميين، بيتزا جديدة في إيطاليا خرجت باسمه، كما بات اسمه عنوانًا لأغنية خاصة من «كورفا فيسولي»، ناهيك عن ألقاب من بينها «ميسي الأهرامات»، «الفرعون الأرجواني»، ومؤخرًا أظهر صلاح بأنه يمتلك خصالاً تؤكد كل هذه الصفات، بهدفه المذهل في شباك إمبولي يوم الأحد، والذي أظهر لماذا هو في كثير من الأحيان يوضع في مقارنة مع ليونيل ميسي!

صلاح يعد أهم الأسلحة التي يعتمد عليها مونتيلا للوصول لمسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل، كما يعول عليه كثيرًا في الدور نصف النهائي لنفس المسابقة هذا الموسم، لكن لو لم يكن محمد صلاح قد انفجر في البكاء عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، لربما لم تظهر لنا هذه الموهبة الكبيرة.

في الوقت الذي يستعد فيه نجم منتخب مصر لموقعة الرد في نصف نهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية، تحدث مدير تحرير النسخة العربية لجول، أحمد عطا، مع ثلاثة مدربين أشرفوا على موهبة محمد صلاح عندما كان لاعبًا في نادي «المقاولون العرب» المصري، كما إلتقى رئيس القسم الإنجليزي، محمود عبد الرحمن بابن عمه حامد غالي، والذي تحدث عن بزوغ موهبته في قريته. 

«انضم محمد صلاح للمقاولون العرب وهو يبلغ حوالي 11 عامًا، وموهبته كانت تتحدث عن نفسها»، يقول حمدي نوح، رئيس أكاديمية نادي المقاولون.

جول سافر إلى قرية نجريج في محافظة الغربية «شمال القاهرة»، مسقط رأس محمد صلاح، الجميع هناك كان يتوقع مستقبلاً عظيمًا للاعب، نظرًا لامتلاكه موهبة حقيقية عندما كان في صغره، ويقول غالي «لقد أصبحت القرية مشهورة بسببه!».

أضاف غالي «لقد بدأ من الصفر، أسرته ساعدته كثيرًا، لطالما كان يحلم باللعب في أوروبا حتى قبل انضمامه للمقاولون العرب. صلاح كان يحب متابعة الدوري الإنجليزي الممتاز، واللاعبين المفضلين لديه هم زين الدين زيدان ولويس فيجو».

كان الوصول إلى فرق الناشئن في المقاولون العرب يحتاج لمنافسة قوية، صلاح اٌعتبر في البداية ظهير أيسر يستخدم عادة في طريقة اللعب 3/5/2، إلا أن مدربه في سن الـ16 و17 عامًا، كشف لجول عن اللحظة التي كانت نقطة تحول في مسيرة اللاعب.

يقول الشيشيني «كانت أمامنا مباراة خارج ملعبنا أمام خصم صعب للغاية وهو إنبي، حققنا نتيجة رائعة وفزنا 4/0، كنا جميعًا نحتفل باستثناء محمد الذي كان يبكي لأنه لم يُسجل أي هدف في هذا الانتصار التاريخي!».

أضاف «هذا جعلني أدرك قوة حبه لتسجيل الأهداف. كان يكافح لتغطية مساحات كبيرة بين مركزه، كظهير أيسر، ومرمى الخصم».

«أعتقد أن هذه اللحظة كانت نقطة تحول في مسيرة محمد صلاح، لأنني جلست معه بعد المباراة وقلت له أنني سأغير مركزه لاستغلال سرعته الفائقة وحبه للتسجيل، لقد كانت لحظة عظيمة، حيث نجح في تسجيل 35 هدفًا في موسم واحد مع فرق تحت 16 عامًا وتحت 17 عامًا».

بعد التألق الكبير في فرق الناشئين، تم تصعيد صلاح للفريق حيث كان يدربه محمد عبدالعزيز «زيزو» المدرب السابق للفريق تحت سن الـ14، والذي كان يشغل منصب المدرب العالم للفريق الأول برفقة المدير الفني محمد رضوان.

ويقول زيزو لجول «صلاح كان لاعب منضبط جدًا، يأتي دائمًا في الوقت المحدد للتدريب، المدرب محمد رضوان كان يمنحه جرعات تدريبية إضافية بشكل منفصل للاستفادة بشكل أفضل من سرعته. في البداية محمد صلاح كان يسهب في الاحتفاظ بالكرة، لكننا نجحنا في تغيير هذا الأمر».

وتابع «بعد موسم ناجح جدًا أصبح واحدًا من اللاعبين المهمين في الفريق على الرغم من صغر سنه. لقد جلست معه برفقة قائد الفريق محمد العقباوي، وقلت له أن الوقت قد حان ليكون بطلاً للفريق، لم أكن قلقًا في أن ينتابه الغرور، لأنني أعرف شخصيته المتواضعة».

«نصحته بعدم الحد من طموحه لمجرد الانضمام للأندية المحلية الكبيرة كالزمالك أو الأهلي، بل التفكير في اللعب في أوروبا، ولقد فعل ذلك».

شخصية محمد صلاح المتواضعة والبسيطة، أكدها لجول ابن عمه، الذي قال «الجميع يحبه هنا، إنه مرتبط جدًا بعائلته وبقريته، ويتواصل معهم باستمرار، لم يكن أبدًا مغرورًا مع أي شخص».

واختتم «لا يزال مهذبًا كما هو الحال دائمًا، يأخذ الأمر خطوة بخطوة، وفي كل مرة يصل فيها إلى مستوى جديد يعلم أنه مازال هناك الكثير عليه القيام به. صلاح يريد تحقيق إنجاز حقيقي لمنتخب بلاده، ويُمني النفس بتحقيق لقب الدوري الإيطالي. طموحاته بلا حدود”.

Game
Register
Service
Bonus